توافق اليوم السبت (25-7) ذكرى مرور تسعة عشر عاما على استشهاد مؤسس الكتلة الإسلامية وأميرها الأول في جامعة القدس، صلاح الدين نور الدين دروزة، جراء قصف الطائرات الصهيونية لسيارته بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
سيرة تليق بالشهداء
درس الشهيد مراحله الأساسية في مدارس نابلس ثم التحق بعد انتهاء دراسته الثانوية بجامعة القدس (كلية العلوم والتكنولوجيا أبو ديس)، وأسس فيها الكتلة الإسلامية، مع عدد من الشباب المسلم، ليشرف بذلك بأن كان أول من زرع بذورها في جامعة القدس، حيث كان الأمير الأول الذي عبد الطريق للأجيال المتلاحقة.
تخرج شهيدنا من جامعة القدس، حاملا شهادة البكالوريوس في الأحياء، وتزوج من زوجة مقدسية تميزت بالعلم والأدب، وترك معها من خلفه ستة من الأبناء، ثلاثة ذكور وثلاث بنات.
حياته الجهادية
بدأت رحلة الشهيد مع الاحتلال عام 1989 حين اعتقل إدارياً، ثم اعتقل عام 1990 وأبعد بعد عامين إلى مرج الزهور في جنوب لبنان ضمن (415) قائداً من حماس والجهاد الإسلامي، بعد سلسلة عمليات نوعية لكتائب القسام، وعلى رأسها اختطاف الجندي (نسيم توليدانو) وتصفيته.
ويعد دروزة المسؤول عن تأسيس أولى الخلايا القسامية في الضفة الغربية، ما عرضه لملاحقة الاحتلال بشكل مستمر، ووضع اسمه على قوائم المطلوبين إلى أن تم اغتياله.
وبعد عودته من الإبعاد، اعتقل للمرة الثانية عام 1994 بتهمة عضويته في الخلية القسّامية التي اختطفت الجندي الصهيوني (نحشون فكسمان) وقد عرف دروزة خلال اعتقاله، بمواقفه الصلبة أمام إدارات السجون، كما عرف بتحدّيه وعناده الشديد للسجانين في أقبية التحقيق، وصموده رغم التعذيب، كما واعتقل دروزة في سجون السلطة مرتين أحدهما استمرت 11 شهرا، تعرض خلالها للتعذيب الشديد.
الروح الوحدوية
عُرف عن الشهيد دروزه حرصه الشديد على الوحدة الوطنية والعمل المشترك، فقد عمل لسنوات طويلة في لجنة التنسيق الفصائلي ممثلاً عن حركة حماس، وقد وصفه عدد من ممثلي القوى الوطنية والاسلامية بأنه رجل الوحدة في الضفة، وشهدوا له بالكثير من المواقف التي أثر فيها المصلحة العامة على حساب حركته، وكان محل إجماع وقبول الجميع حتى حان موعد استشهاده.
استشهاد قائد
في صباح الخامس والعشرين من يوليو/ تموز عام 2001 غادر دروزة منزله في مدينة نابلس، حيث قصفت طائرات إسرائيلية حربية السيارة التي كان يقودها دروزة في شارع حيفا بمدينة نابلس، ما أدى لاستشهاده على الفور، وتطاير جسده أشلاء لمسافات بعيدة، ليرحل الشهيد ويخط بدمه سجلاً حافلاً بالتضحية والجهاد.
وقد خرجت نابلس عن بكرة أبيها ململمة الأشلاء وطافت بما تبقى من جسده الطاهر المحمول على الأكتاف، مرددة عهد الانتقام وقسم الوفاء له ولجميع الشهداء وليزمجر الجمالان الشهيدان منصور وسليم بأصواتهما متوعدين الاحتلال بالثأر والانتقام.